مرة أخرى، احتفى مهرجان مراكش بالسينما الهندية، وكانت المناسبة هذه المرة ذكراها المئوية. ففي سابقة من نوعها بمهرجان دولي، حضر دورة هذه السنة وفد هام يمثل السينما الهندية يتكون من كبار نجوم بومباي، يقودهم الممثل الكبير أميتاب باتشان، جاؤوا لتمثيل الفن السابع الهندي الذي يحظى بشعبية كبيرة في المغرب. وضرب مهرجان مراكش لجمهوره موعدا كل مساء في ساحة جامع الفنا الشهيرة، من أجل الاستمتاع بأفلام بوليوود في عروض في الهواء الطلق والعروض ما قبل الأولى لأحدث الإنتاجات الهندية.

ووفاء لمكانته الدولية وسجله الحافل، استطاع مهرجان مراكش في دورة 2012 أن يجمع أكبر النجوم السينمائيين العالميين، كما نجح بالموازاة مع ذلك في تسليط الضوء على الممثلين والمخرجين المغاربة الذين وجدوا في حضورهم المهرجان أفضل فرصة للقاء وتبادل الأفكار.

وبعد الحملة الأولى ضد مرض الساد، والتي مكنت أزيد من 300 مريض من المدينة الحمراء من استعادة نعمة البصر، نظم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حملة أخرى للعمليات الجراحية ضد هذا المرض لفائدة الفئات المعوزة البعيدة عن المراكز الاستشفائية. فأقام بذلك الدليل على أنه يعد كذلك لحظة جميلة من السخاء والعطاء الإنساني.

وترقب الجميع كذلك سلسلة ماستر كلاس، فاستفاد منها عدد من المخرجين في بداية مشوارهم المهني، إضافة إلى نقاد السينما وعموم جمهور المهرجان. وهكذا، وبمناسبة هذه الدورة الثانية عشرة، قدم جون بورمان عرضا تحدث فيه عن مسيرته المهنية الطويلة والحافلة كمخرج سينمائي، كما عرض عالم الاجتماع والفيلسوف إدكار موران “سينماه” أمام جمهور كبير أصغى له بكل اهتمام ومتعة.

فيما يخص فقرة التكريمات، خصص المهرجان هذه السنة تكريما لكل من المنتج المغربي كريم أبو عبيد، والممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، والمخرج والمنتج والممثل الأمريكي جوناتان ديمي، فضلا عن المخرج الموهوب والسيناريست والممثل الصيني زهانغ يـيـمو. وخلال حفل عشاء أقامه صاحب الجلالة الملك محمد السادس على شرف المدعوين، قام صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد بتوشيح الممثل والمنتج الهندي شاه روخ خان بوسام الكفاءة الفكرية.