بعودته التي كان الجميع ينتظرها بعد غياب دام لسنتين بسبب فيروس كورونا، سجل مهرجان مراكش رجوعا قويا، فقد نجح في لم شمل جمهوره من خلال تركيزه على العشق السينمائي، وتنظيم 91 حلقة نقاش وعرض تقديمي، إضافة إلى تطوير العروض الموجهة للجمهور الناشئ. كما عرف الاختيار الرسمي للأفلام استحسانا كبيرا من لدن الجمهور الحاضر والضيوف وممثلي وسائل الإعلام، الذين أبدوا إعجابهم جميعهم بغنى وتنوع البرمجة الفنية.

كما أن منح النجمة الذهبية للفيلم الإيراني “حكاية من شمرون” لعماد الإبراهيم دهكردي، الذي لم يحظ من قبل بما يستحق من اعتراف، عزز مكانة وخصوصية المهرجان الذي يسعى للكشف عن مواهب السينما العالمية.

وبالنسبة للشخصيات الحاضرة، ظل المهرجان وفيا لنهجه، فقد أثار إعجاب المتتبعين بلجنة تحكيم تشكلت من أسماء مرموقة برئاسة باولو سورينتينو، وببرنامجه المشوق للمحادثات “حديث مع…” الذي استأثر باهتمام المهرجانيين والصحفيين على حد سواء. أما التكريمات التي حظيت بها أربع شخصيات مرموقة من عالم السينما، تيلدا سوينتون وجيمس جراي وفريدة بنليزيد ورانفير سينغ، منحت فرصة الاستمتاع بلحظات احتفالية رائعة.

وفي دورتها الخامسة، التي شهدت أيضا عودتها في صيغتها الحضورية، أكدت ورشات الأطلس قيمتها كموعد مهني قيم لا يمكن تفويته. واستفاد المهنيون المغاربة من مكانة خاصة خلال هذه الدورة بفضل الحضور القوي للسينما الوطنية في البرمجة، وانخراطهم الكبير كل سنة في ورشات الأطلس.